السلطات التركية توقف عشرات المتظاهرين خلال إحياء ذكرى "احتجاجات غيزي"
السلطات التركية توقف عشرات المتظاهرين خلال إحياء ذكرى "احتجاجات غيزي"
أوقفت قوات الأمن التركية، مساء السبت، ما لا يقل عن 87 شخصاً خلال محاولتهم إحياء الذكرى السنوية الثانية عشرة لاحتجاجات حديقة غيزي التي انطلقت عام 2013 ضد سياسات الحكومة، بحسب ما أفادت به جمعية المحامين التقدميين عبر منصة "إكس".
وأوضحت الجمعية أن حواجز أمنية حالت دون وصول محامين إلى المعتقلين في مركز الشرطة، في حين لم تصدر السلطات الرسمية أو وكالة أنباء الأناضول التركية أي بيانات أو حصيلة رسمية حتى لحظة نشر الخبر وفق فرانس برس.
منع الوصول إلى ساحة تقسيم ومحطة المترو
أغلقت الشرطة التركية، السبت، ساحة تقسيم الشهيرة، التي تشكل رمزاً للحراك المدني في تركيا، كما أغلقت محطة المترو المحاذية، مانعةً أي حشود من التجمّع في المكان.
ورغم التضييق الأمني، تجمّع العشرات في شارع قريب من منطقة بيوغلو، ورفعوا لافتات وشعارات مثل: "الظلام يزول وتبقى غيزي"، و"تقسيم في كل مكان، مقاومة في كل مكان".
اعتقالات تطول مؤيدين للمعارضة
جاءت هذه التظاهرة بعد مرور أكثر من شهرين على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو في 19 مارس، بتهم تتعلق بـ"الفساد"، وهي تهم ينفيها الأخير بشكل قاطع، ويصفها أنصاره بأنها "سياسية بامتياز".
ومنذ اعتقاله، يقبع إمام أوغلو في سجن سيليفري بضواحي إسطنبول، إلى جانب عدد من مساعديه المقربين.
كما أصدرت السلطات، يوم السبت، 50 مذكرة توقيف جديدة طالت موظفين في البلدية، وجرى تنفيذ 28 منها في الساعات الأولى من النهار.
تُعد احتجاجات غيزي بارك التي اندلعت في يونيو 2013 واحدة من أبرز الحركات الشعبية في تاريخ تركيا الحديث، حيث بدأت بمظاهرات ضد مشروع تطوير حضري يهدد المساحات الخضراء في إسطنبول، وسرعان ما تحولت إلى حراك وطني ضد سياسات رئيس الوزراء حينها رجب طيب أردوغان، واستمرت الاحتجاجات لثلاثة أسابيع، وأسفرت عن مقتل عدة أشخاص وإصابة الآلاف، وخلّفت أثراً عميقاً في الذاكرة السياسية للبلاد، ولا تزال تُستحضر رمزياً كحركة مقاومة مدنية.